في مطلع هذا القرن شهد العالم اجمع انهيارا كاملا لكل المفاهيم والقيم الموروثة والمفهوم منها في عالم نتدافع فيه نحو المصلحة الشخصية واشباع الذات والنزوات .عولمة مقولبة من نوع مختلف تجتاح كل ما تعلمناه وربينا عليه.
ولم نكتف بذلك بل دأب الكثيرون منا للبحث عن قيم جديده في مرحلة ما بعد الانسانية او بالاحرى العصر الانساني
لاعادة تأسيس برامج فلسفية وايديولوجية وروحية وفكرية لتجميل هذه القيم وتحويلها الى مفاهيم جديدة لتتحول معها قصة الصرصار والنملة والتي نسيها معظمنا وما عدنا نعلمها لاطفالنا لتصبح على الشكل التالي:
عندما لم يجد الصرصار ما يأكله هكذا وبكل بساطة لم يمت جوعا بل اكل النملة تحت شعار شعار حقه في الحياة.
ليس علينا ان ننتظر كثيرا بعد لنفهم ان مجتمعاتنا الحالية وبعد ان ضيعت الزمن وخسرت الكثير هي على وشك ان تخسر الروح ايضا ومعه كل شيء.
علينا ان نغوص اكثر في مشاكلنا في العودة الى الصرخة الاولى.
من هنا تبدأ الحكاية .. التربية.
خليط غريب عجيب من المفاهيم والقيم يتلقاها هذا المخلوق الجديد القادم الى الحياة ينهل بكل نهم ما تطاله يداه. وهو امام خيارين :
اما سلوك طريق حكايا الجدة وما ربينا عليه وان العريشة ليس دورها صناعة الخمر فقط
وان البيوت ليست فقط جدران ونوافذ وابواب والتي لن تدفأ صقيعها كل وسائل التدفئة العصرية .
والخيار الثاني : سلوك طريق العولمة حيث لا وجود الا لل أنا .
اجمل ما في هذه الحياة العودة الى الاصالة الى حكايانا نحن. الى لباسنا نحن .الى اخلاقنا نحن.
ولكم من قصيدة لي هذه الكلمات:
بتتذكري كم مرة
عسطح بيتنا
عمل حاله القمر سكران
وكم مرة
من لهفتي شوفك
بصرت بالفنجان