ناقش قادة أوروبا تأثير الاحتباس الحراري من كافة الاوجه
بروكسل، بلجيكا (CNN) -- هدد قادة الاتحاد الأوروبي، الولايات المتحدة والصين بعقوبات تجارية محتملة قد يفرضها التكتل الأوروبي ما لم تعمل الدولتان، الأكبر في نفث الغازات الملوثة، على وضع خطة طموحة لخفض الانبعاثات الحرارية المساهمة في ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية.
وتسعى الدول الأوروبية، التي تعهدت العام الماضي، بخفض انبعاثاتها الحرارية بواقع 20 في المائة من معدلات حقبة التسعينيات بحلول العام 2020، للحصول على التزامات مماثلة من الدول الاقتصادية الكبرى الأخرى بحلول العام المقبل، موعد انعقاد قمة كوبنهاغن في الدنمارك التي ستناقش ظاهرة الاحتباس الحراري.
وشدد الاتحاد الأوروبي إلى حاجة قطاع الصناعة في القارة للحماية من المنافسة غير العادلة من قبل الشركات الأمريكية والصينية، في الدولتين اللتين تعدان من أكبر الدول النافثة لغاز ثاني أكسيد الكربون.
وهدد الاتحاد، بعد قمة القادة الأوروبيين التي استمرت يومين في بروكسل، في وثيقة أعلنت الجمعة :"إذا فشلت المفاوضات الدولية، فيمكننا اتخاذ تدابير مناسبة" لحماية الصناعة الأوروبية، نقلاً عن الأسوشيتد برس.
وذهب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى أبعد من ذلك قائلاً: "مبعث قلقنا هو الوصول إلى آلية تتيح لنا ضرب واردات الدول التي ترفض اللعب وفق قوانين لعبة حماية البيئة."
ومن جانبها علقت المستشارة الألمانية أنجيلا ميريكل قائلة : "قطاع الصناعة الذي يواجه المنافسة الدولية قد يتأثر بصورة بليغة ما لم نتوصل إلى معاهدة مناخ دولية."
وناقش القادة الأوروبيون، ولأول مرة، تأثير الاحتباس الحراري، الذي وصفوه بالتهديد المضاعف، على أمن دول القارة، وما سيترتب عن الظاهرة من ارتفاع حدة التوتر وعدم الاستقرار جراء تراجع حجم المساحات الزراعية والأطعمة والثروة السمكية فضلاً عن شح المياه، بجانب ازدياد الفيضانات وفصول القحط وتقلص موارد الطاقة.
وكان اجتماع حول التغيرات المناخية الذي عقد بهاواي في فبراير/شباط الفائت قد أنتهى دون تحقيق أي أهداف مرجوة إزاء تخفيض مستوى انبعاث الغازات الضارة، وإن أشاد المجتمعون بالاستعداد الذي أبدته الولايات المتحدة الأمريكية، وهو موقف جديد، إزاء مسألة بحث الحلول الممكنة.
وكانت وفود من 16 دولة - هي من ضمن أكثر الدول المسؤولة عن انبعاث الغازات الضارة - بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة، قد اجتمعوا تلبية لدعوة أمريكية من أجل بحث السبل التي سيتضمنها برنامج عمل إزاء مكافحة التغيرات المناخية، نتيجة ظاهرة الاحتباس الحراري.
ومن المواضيع التي ناقشتها الوفود هي التقنيات الفعالة في اقتصاد الطاقة، وهي وسائل يمكن للدول الغنية توفيرها عبر المساعدة للدول النامية من أجل مكافحة التصحر.
وقالت الوفود إن الولايات المتحدة الأمريكية أبدت ليونة منذ آخر اجتماع "بيئي" عقد في جزيرة بالي بإندونيسيا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، وإنها (الوفود) كانت قادرة على البحث بشفافية في كافة نقاط الخلاف.
وقال موفد فرنسا بريس لالوند: "نحن مسرورون أن موقف الولايات المتحدة بدأ يتغير."
ولمح لالوند إلى أن وجود تشريعات في الكونغرس الأمريكي تتعلق بالتغييرات المناخية وأن تحرك الإدارة الأمريكية إلى استضافة الاجتماع، بأنهما دليلان على حدوث تغيير في الموقف الأمريكي.
ولم تبحث الوفود الاقتراح المقدم من الاتحاد الأوروبي والذي يطالب الدول الصناعية بتقليص مستوى الانبعاثات بين 25 إلى 45 في المائة، وفق ما قاله أرثر رانغ ماتزغير، رئيس وفد المفوضية الأوروبية لمفاوضات التغيرات المناخية.
يُذكر أن اقتراح تخفيض مستوى الانبعاثات والتي تعارضها واشنطن كانت أبرز نقاط الخلاف في مؤتمر بالي الأخير.